المسائلة الشعبية .. كي لا تتكرر مصائبنا

ارامل ويتامى .. من يتحمل مسؤليتهم

ارامل ويتامى .. من يتحمل مسؤليتهم

كل بلد معرض أن يصاب بالهزائم العسكريه والنكبات الاقتصادية والانهيارات المفاجئة. وحتى لا تصير هذه الانهزامات والنكبات حالة مستمرة تمر مرور الكرام وتصبح روح الهزيمة جزء من عقلية الجمع وتنهي معها روح الحياة وكرامة الأنسان فهناك مجموعة إجراءات تقوم بها الحكومات للحيلولة دون أن تحدث نفس هذه الأزمات ولاتتكرر مرة اخرى.

أولاً تبدأ هذه المعالجات في وقف الانهيار والتداعيات، ومن ثم معرفة ماهية الأسباب التي أدت إلى هذه التداعيات.

والأهم في سلسلة المعالجة هذه، هو معرفة السبب والمسبب ومعاقبته وإجراء إصلاحات من أجل الحيلولة دون إعادة نفس السيناريو.

هذا الشيء لا يحدث في عراق ما بعد 2003 مطلقاً ولم يؤسس له إلى الان لذلك تكررت المصائب والمشاكل والانهزامات وأصبح العراق متدنيا في كل شيء وليس له دور مؤثر بالمجريات التي تحدث حوله بل العكس من ذلك بإمكان أي دولة مهما كانت صغيره أن تربك وضعنا بسهولة وهو ما استقطب التدخلات الخارجية.

ولازلنا إلى الآن في نفس الدائرة المغلقة التي وضعنا فيها منذ عام 2003 بالرغم من أنه توفرت لدينا امكانيات كبيرة لم تتوفر للعراق منذ تكونه كدولة حديثة.

المشكله الأكبر في تحليل المشاكل المتلاحقة التي تحدث لنا أن الوجوه التي تدير البلاد نفسها لم تتغير وأن المسببين القادة لا يعترفون بأخطائهم مهما حدث ولا يتنازلون ولا يقوموا هم بمسائلة الفاسدين الموجودين تحت امرتهم وفي بطانتهم مهما كان حجم فسادهم واجرامهم وغيهم ولو وصل البلد الى مرحلة الانهيار ووصل قتلانا الى عنان السماء فلا يمكنهم المعالجة.

عرض للمأساة 

مأساة كبيره كمأساة الموصل كان الأجدر بها أن تطيح بكل القيادات السياسيه والعسكريه في البلد.

4 الوية تنسحب فجأه من مدينة كبيره تعد الثانية بعد العاصمة تعدادها يصل الى 4 ملايين معروف مسبقا أنها مستهدفة من قبل الإرهاب وحلم يتمنونه أن يقع في براثنهم.

لتترك المدينة المترامية الأطراف والمتنوعة المشارب والأطياف عرضة بيد شذاذ الأفاق الذين أتوا من كل حدب وصوب.

وبعد انسحاب الجيش ترك ورائه اكثر من 1500 عجلة عسكريه مصفحه و 4000 رشاش متوسط و52 مدفع حديث أمريكي وذخائر بألاف الأطنان.

وتترك ورائها أيضا  427 مليون دولار كانت في المصارف ووقعت بيدهم و80 ألف جواز عراقي فارغ جديد استحوذت عليها قد تهدد بفقدان الجواز العراقي شرعيته الدولية.

هذه هي أموالنا كان المفروض أن تصرف من أجل انهاء معاناتنا مع الخدمات وتوفير فرص العمل وحل مشكلة السكن.

ولتكن الموصل بعد ذلك بداية لسلسلة انهيارات أدت الى سقوط أكثر من 30% من أراضي العراق بيد هؤلاء الشراذم.

هذا الانهيار الكبير المروع هز وجدان العراق ولازال يهز كل ما تملكه الشخصية العراقية من وطنية وغيره على بلده وهو يراه هكذا مستباحا ضعيفا بعد أكثر من 10 سنوات من التغيير.

ولازالت هذه التداعيات مستمرة مع نزوح مئات الآلاف من مناطق سكناهم وتهجير الاقليات التي تسكن منذ مئات السنين فيها واستباحة الشواخص الثقافية والتاريخية للشعب العراقي والالاف المؤلفة من الضحايا بشكل يومي والذين يقتلون بسبب الاقتتال الدائر حيث اخذ اكثر من طابع ونمط وفي أكثر من مكان.   

 الشعب بين مطالبات للمسائلة وبين تبرير الفشل 

بعد كل الذي يحصل كان من المفروض أن تكون هناك مطالبات واسعة من أجل معرفة سبب هذا الانهيار الكبير والمتلاحق وتكون هناك مصارحة شفافة من قبل المسؤولين من أجل شرح الأسباب بوضوح والتحلي بالشجاعه والقوه واعلان المسؤولية.

لكن هذا لم يحدث ولم يعرف الناس  ماهية الاسباب ولا من هم المستسببون في ذلك، كذلك لم تتوقف الانهيارات ولم نتعلم من أخطائنا .

بالمقابل أصبح لدينا  شريحه من الناس بشكل متعمد أو غير متعمد تدافع عن أخطاء السلطة بتبريرها تاره واعادة انتخاب نفس الوجوه التي تدير البلد تارة أخرى.

وبالتأكيد هؤلاء المسؤولون مستعدون مع كل هذا الى اعادة نفس السيناريو بعقولهم التي لا تعرف كيف تدير الدولة إدارة سليمة.

حيث تجد ان هناك من يؤيدهم ولايهمه ما يحدث من أخطاء تدمر البلد وتزيد في اعداد الضحايا واليتامى والأرامل بشكل مستمر وتكلفنا يوميا ملايين الدولارات من الأموال التي من المفروض أن تدفع من أجل رفاهية هذا الشعب وإسعاده ومن أجل تشغيل مئات الالاف من الشباب العاطلين.

كما تزيد من العوائل النازحة بشكل يومي الى العراء في ظروف جويه وبيئية صعبة هؤلاء النازحون سيكونون مشكلة كبيرة تتفاقم يوميا وتشكل خطرا على مستقبل العراق وتكوين العراق وتنوعه وتجانسه.

العقلية التي على طول سنين طويلة لم تجلب لنا سوى الانفجارات والقتل اليومي والمعاناة المستمرة بسبب الكهرباء ونقص الخدمات سوف تضل تعيد نفس الكرة اذا لم تعرف ان هناك من لا يتقبل أخطائها واخفاقاتها.

ستفكر ألف مرة في كل خطوة تقوم بها اذا عرفت ان هناك من يحاسبها على خطئها ولن يسكت عليه.

والا انها ستستهين بنا وبحريتنا وراحتنا ومستقبلنا.

فالتأسيس للمسائلة وعدم السكوت عن الخطأ تأسيس لعراق يكون فيه احترام الانسان وصون حريته وسلامته والدفاع عن ارضه وثرواته هو اهم ما يقيم هذه الحكومات ويدعوها للبقاء على هرم السلطة.

والا لابد ان يكن البديل موجود.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>